My Account Sign Out
My Account
green and blue

عن مجتمعات برودرهوف المسيحية

The Bruderhof

بقلم أسرة تحرير دار المحراث للنشر

26 مايو. 2024
10 تعليقات
10 تعليقات
10 تعليقات
    أرسِل
  • John Seferian

    ما أجملكون.... فعلا تعبنا من الحروب وصراعات المال وبحاجه للعودة لله والهدوء والصفاء والسلام والمحبة..‏

  • Monir Mourad

    تحية مسيحية وبعد. يسوع يعطيكم أجر محبتكم في خدمتكم. أسمي منير مراد، مصري الأصل، ولكن مقيم ‏وحاصل على جنسية النمسا، فهل يوجد فرع لكم بالنمسا وباللغة العربية؟

  • زهرة ربيع

    ما أجمل الحياة هكذا. المسيح يبارك بيكم، وأتمنى نكون معاكم، بس ما نعرف العنوان أحنا في أستراليا، ممكن ‏دزونا العنوان حتى نجي نزوركم

  • Fady Farouk

    سلام المسيح معكم وبركة ربنا يسوع تبارك في خدمتكم وتفتح أمامكم الأبواب ما أحلى العيشة بهذا الإيمان ‏والمحبة. كم أتمنى ان أحيا بهذه الحياة

  • Said Idbrahim

    أنا منتمي إليكم سلام المسيح

  • Ali Resen

    محبتي لكم أيها الطيبين أنا من العراق أعيش في ألمانيا ديانتي مسلم فعلا حبيتكم من صميم قلبي حياتكم ‏جميلة ونقية أسأل الله ان يرعاكم ويحفظكم تحياتي لكم

  • متي القوزي

    جميل ان تجتمع الكنيسة كأفراد تحت قبة المسيح ليتمجدوا الله ويرنموا بتسابيحه

  • George Saleh

    ما أجمل حياة الشركة المملؤة بالمحبة الالهية أتمني أزوركم

  • Marlen Mako

    الرب يبارككم ويفرحكم دائما

  • Mahmoud Kanaan Zion

    الرب يباركك ويبارك خدمتكم

ما برودرهوف؟

برودرهوف Bruderhof (وتعني الكلمة بالألمانية مكان الإخوة) هي كنيسة يعيش جميع أفرادها الحياة المسيحية المشتركة المسالمة في مجتمعات مسيحية متقاسمة في عدد من دول العالم. وتدعو برودرهوف جميع الكنائس إلى التزام الوحدة الحقيقية فيما بين ‏أفرادها، وإلى العمل المشترك في سبيل تجسيد ملكوت الله على أرض الواقع. وتسعى ‏مجتمعات برودرهوف إلى خدمة الإنسانية على قدر استطاعتها، والعمل المشترك مع جميع ‏القوى الخيِّرة مهما كان معتقدها، في سبيل السلام وبناء المعمورة. ويتألف قوام برودرهوف ‏من عوائل وعزاب على حد سواء. ومثالها حياة الكنيسة الرسولية المذكورة في الإنجيل كما يلي:

وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ. (أعمال 2: 44-45)

وأيضًا هنا:

وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ. (أعمال 4: 32–35)

ومثلما قد وُصِفتْ حياة المسيحيين الأوائل في سفر أعمال الرسل في الفصل الثاني والرابع أعلاه، فقد دُعينا نحن أيضًا إلى تلك الحياة التي فيها الكل قلب واحد ونفس واحدة، فلا يملك أحد أيَّ شيء، بل كل شيء مشترك. ونستقي الإرشاد والإلهام أيضًا من حياة جماعة الأنابابدست Anabaptist التي انبثقت منذ زمن الإصلاح حيث التهبت صدورهم غيرة ومحبة ليتبعوا المسيح في مجتمعات مسيحية كليّة المشاركة على غرار المسيحيين الأوائل.

ولا نريد من حياتنا سوى أن نشير إلى الرب يسوع المسيح وإلى ملكوت الله وإلى طبيعة الحياة فيه، فالملكوت مصدر إلهام للجميع. ثم إنّ ملكوت الله أعظم من مجتمعاتنا المسيحية المحلية.

community in England

لمحة تاريخية

اِنبثقت جماعة برودرهوف في عام 1920م في ألمانيا، عندما أخذت مجاميع من المسيحيين تبحث عن أجوبة لِمَا قد حلَّ من دمار في المجتمع بعد الحرب العالمية الأولى، بعد خيبة آمالهم من الكنائس الرسمية آنذاك. وفي أحد المؤتمرات العامة لعيد يوم الخمسين، التي أخذت تنعقد وقتذاك في ألمانيا، أخذ الناس يُصلُّون ويبحثون من كل قلوبهم عن طريق عملي للحياة المسيحية، لتجسيد رسالة يسوع المسيح على أرض الواقع، إذ إنَّ المسيح كان قد لمس حياتهم الشخصية سَلَفًا وعرفوا أنه الحقُّ، فأجَّج الغيرة والحماسة فيهم ليتبعوه ويمضوا في كامل طريقه.

فكانت ثمرة ذلك المؤتمر تأسيس جماعة صغيرة بتكريس كامل للمسيح، وتعيش حياة مسيحية كُليَّة المشاركة، بمحبة صادقة، وتوبة يومية، والتزامات حياتية مؤبدة، وخدمات اجتماعية متبادلة، واِتِّباع المسيح بكامل الغيرة بدون أيِّ مساومات على وصاياه، واسترشاد الهدى في حياتها اليومية من الروح القدس، على غرار المسيحيين الأوائل. وسُمي ذلك المجتمع الأول لجماعة برودرهوف بمجتمع زانرز Sannerz لأنه كان في قرية زانرز. وقد تأسست برودرهوف على يد اللاهوتي ايبرهارد آرنولد Eberhard Arnold، هو وزوجته مع نخبة من الأصدقاء الذين كان لديهم الاشتياق نفسه.

في السنوات المبكرة للجماعة، ازداد عدد أفرادها ليصل بضع مئات، واعتمدوا في كسب رزقهم على الزراعة، وبيع الكتب الصادرة عن دار النشر «المحراث Plough» التابعة لهم. وكان حالهم فقيرًا جدًا، لأنهم فتحوا أبوابهم لاستقبال اليتامى، والأمهات الوحيدات، وغيرهم من المحتاجين. واشتدَّ الفقر عندما جاء النظام النازي إلى الحكم وحرَّم عليهم بيع كتبهم، وغيرها من الحِرف التي كانت مصدر رزق للجماعة. إلاَّ انهم استمروا في رعاية بعضهم لبعض رغم الشدائد.

في عام 1937م حاصرت قوات SA الأرض التابعة للجماعة،[1] وسجنت العديد من أفرادها، وصادرت ممتلكاتها، وأمرتها بمغادرة بلدها الأم ألمانيا في غضون 48 ساعة. وقد كتب أحد ضباط البوليس السري الألماني (الجستابو) بأنَّ هذا المجتمع المسيحي: «يمثل نظرة عالمية معارضة تمامًا للاشتراكية القومية النازية لألمانيا.» وتضمَّنت النظرة العالمية، حسبما سماها، رفض الجماعة لأداء التحية الاستعبادية لهتلر، ورفضهم للخدمة العسكرية في الجيش وسفك الدماء، ورفضهم لقبول المعلمين النازيين في مدارسهم الخاصة؛ لأن أولئك المعلمين كانوا يُدرِّسون التلاميذ النظرية النازية العنصرية الشوفينية وغير الإنسانية والبعيدة عن تعاليم المسيح في جميع المدارس في ألمانيا بأمر من الحكومة.

لحسن الحظ، ولكون الجماعة كان لها أفراد بريطانيون، تيسَّرت الهجرة إلى إنجلترا، واشتروا مزرعة في مقاطعة كوتسوولد Cotswold في عام 1938م، وزاد عدد الجماعة لأكثر من 350 فردًا في خلال السنين الخمس التي تلت.

بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، أثار المزيج المتكون من الأفراد الإنجليزيين والألمانيين شكوكًا من قبل الناس في المناطق الريفية البريطانية، ولاسيَّما عندما بدأت سياسة الحكومة في اعتقال ما يسمونهم «الأجانب الأعداء» تؤثر على الجماعة المسيحية الأخوية. فعرضت الحكومة البريطانية على الجماعة خيارين: إمَّا اعتقال جميع أفرادها الألمانيين، وإمَّا وجوب مغادرة الجماعة كلها للبلاد. وفي عام 1941م، وبعد تصميم أفرادها على البقاء معًا جماعةً واحدةً أينما كانوا، قرروا أن يلتجئوا معًا إلى بلد آخر.

غير أن الدولة الوحيدة التي قبلت جماعة مسالمة متكونة من إنجليزيين وألمانيين أثناء الحرب العالمية الثانية كانت باراغواي. فسافر جميع الأفراد بأمان عبر المياه التي كانت تنتشر فيها الغواصات العسكرية المعادية، وشرعوا في بناء مجتمعاتهم المسيحية في الأدغال هناك.