My Account Sign Out
My Account
Dark brown background texture

هل يسوع المسيح ابن الله؟

وما الدليل على أُلوهيَّته؟

بقلم يعقوب يوسف Yacoub Yousif

8 أغسطس. 2016
4 تعليقات
4 تعليقات
4 تعليقات
    أرسِل
  • Peace Race

    ليس هذه نصوص دلاله على أن المسيح اله او هو ابن الرب من النسل اقرأ يوحنا 14 في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم في، وأنا فيكم. 2 فأنتم أيضا في يسوع و لا يعني أنكم آله. ابن الله ورد في ذكر آدم . فهل يعني آدم اله لو 3: 38): بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ." المسيح ليس اله (عد 23: 19): لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا

  • adham

    اي شيء اعظم من قول "احبوا اعداءكم" كلمة عظيمة اختزلت كل الدعوات نحو السلام، ولكن هذه الدرجة من السلام لن يبلغها الانسان مرة واحدة، بالتاكيد كما وصف صاحب المقال الاستاذ يعقوب يوسف، بالتدريج والايمان والنعمة الالهية، وان يلمس المسيح قلوبنا لنتغير من الاصغاء الى الجسد للاصغاء الى الروح، فالولادة الثانية مختلفة كلياً عن الولادة الأولى، وتحتاج الى اختبار النفس ومدى ايمانها بخطة الله لنا في الحياة. حينما نبحث عن القداسة لانتشال انفسنا من المحيط السائد، فهذا اختيار لنا من قبل النعمة الالهية لنمضي بولادتنا الثانية مواجهين كل المحن لنصل قدر الامكان الى المحبة غير المشروطة للآخر، ومسألة اختيارنا لهذا الطريق الاستثنائي هو مبارك ومثمر، فالكتاب المقدس يقول "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. (يوحنا 15: 16) آمين ولكن لنتذكر بأن طريق المسيح ليس طريقاً سهلاً وانما هو محفوف بالمخاطر ويتطلب التضحيات والصدق مع الذات أولا والتخلص من الإيگو الذي يتضخم يوماً بعد يوم في هذا العالم بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وان نجسد المحبة بالعمل لا الكلام ولا اللسان ولا الفخر يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! (1 يوحنا 3: 18)

  • داود

    عطر الرب أوقاتكم بالإيمان كل الأديان، المسيحية، اليهودية، الإسلامية، كلها من مصدر واحد هو الرب الله، لا اختلاف فيها، لكن ما يدور في عصرنا الحالي والعصور الماضية من اختلافات فهي من صنع البشر لأغراض ومنافع شخصية ولتنفيذ مآرب سياسية.

  • nana

    المقالة أكثر من رائعة وأجمل شيء هو الكثير من الناس على وجه الأرض، يلمس السيد المسيح قلوبهم فتتغيّر حياتهم من حياة النجاسة والفسق والدناءة والأنانية والنميمة والطائفية والعشائرية والقتل والكذب إلى حياة العِفَّة والقداسة وخدمة الناس المتألمين من حولهم، والتوبة اليومية وعدم المساومة مع الآثام، وتكريس الحياة لله، وحيازة قلب غفور رحوم، ومحبة جميع الناس حتى الأعداء. يا بابا يسوع اِجعَلنا من هؤلاء الناس.

يستاء بعض الناس من إيمان المسيحيين عندما يشهدون أن يسوع المسيح هو ابن الله. والسبب في ذلك هو أنهم إما من ديانة مختلفة وإما من عقيدة مختلفة، مثل الإلحاد. أمَّا نحن المسيحيين فنحترم كل الديانات، وكل العقائد الخيِّرة، ونريد إقامة جسور بيننا، ليتقرَّب بعضنا من بعض، وليدوم التواصل فيما بيننا، ولنتعاون في بناء هذه الأرض الجميلة، ولنعيش فيها بسلام، إخوة وأخوات، باحترام متبادل ودون إكراه أو فرض إيماننا على الآخرين. فلذلك، نُقدِّم هذه المقالة المتواضعة إلى كل من يهمه هذا الموضوع، ويسعدنا أن نتحدث عن هذا الموضوع ونبحث فيه بإخلاص وشفافية وحرية لمعرفة حقائق الأمور.

ولن أتناول في هذه المقالة أسلوب الجدال الفكري أو العقائدي، ولكنني سأتناول مِحورًا واحدًا لبرهنة أُلوهيَّة المسيح، الذي يختلف عن مساهمات المسيحيين الآخرين في هذا الموضوع، وذلك من خلال التأكيد على ثمار الإيمان المسيحي ألا وهي: الأعمال الصالحة المنظورة للمسيحيين الملتزمين، الذين تعرَّفوا على المسيح واختبروه شخصيًّا. إذ إنَّ هذه الأعمال هي وليدة محبة المسيح وعمله الإلهي في النفوس. لأن المسيح إلهٌ حيٌّ، ويعمل في النفوس حتى في يومنا هذا، وهو يغيِّر حياة الناس إلى حياة الصلاح في كل مكان. فالمسيح إذن واقعٌ ملموسٌ لا يمكن إنكاره. ونحن لا نتكلم هنا عن المسيحيين الاسميين طبعًا.

لقد عَلَّمنا المسيح حكمة بسيطة نتعرف من خلالها على أيِّ ديانة أو مذهب أو فلسفة أو حزب فيما إذا كان مصدرها وأصلها من الله أو من صنع البشر أو من الشيطان. فقد قال لنا إننا يمكننا التعرُّف عليهم لا من خلال كلامهم الفاضل، وإنما من خلال نوعية أعمالهم، وثمار معتقداتهم. فقال المسيح:

هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. (متى 7: 17-18)

ولا يمكن أن يكون هناك أمرٌ صالحٌ إلاَّ وجاء من عند الله. فقد قال يسوع المسيح:

وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. (يوحنا 10: 38)

والمسيحي الحقيقي وغير الإسمي هو الشخص الذي يختاره الرب يسوع ويدعوه لاتِّباعه. فإنَّ الإيمان المسيحي هو نعمة إلهية بحتة لم نأخذها بشطارتنا واجتهادنا، بل الرب اختارنا ولمس نفوسنا، ونحن استجبنا لدعوته طوعيًّا، كما قال المسيح في الإنجيل:

لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي. (يوحنا 15: 16)

لذلك، إذا لم يفهم بعض الناس الإيمان المسيحي، فبإمكانهم على الأقل أن ينظروا إلى الأعمال الصالحة للمسيحيين الملتزمين، ويفكروا بعمق في الموضوع، لكي تتوسع آفاقهم، ويعيدوا النظر في أساليب تفكيرهم. لأنه من خلال النظر إلى الأعمال الصالحة نستدل على أُلوهيَّة المسيح، وذلك لأنه بفضل المسيح تأتي هذه الثمار. فنرى أن الكثير من الناس على وجه الأرض، يلمس المسيح قلوبهم فيتعرفون على قدرته تعرُّفًا شخصيًّا، ويلمسونها في كيانهم، فتتغير حياتهم: من حياة النجاسة، والفسق، والدناءة، والأنانية، والنميمة، والطائفية، والعشائرية، والفرح ببلاء الأديان الأخرى، والقتل وسفك الدماء، والكذب، إلى حياة العِفَّة، والقداسة، وخدمة الناس المتألمين من حولهم، والتوبة اليومية، وعدم المساومة مع الآثام، وتكريس الحياة لله، وحيازة قلب غفور رحوم، ومحبة جميع الناس حتى الأعداء، وعدم قطع الأمل من توبة أشرِّ الناس، والاهتمام بالأسرة، واحترام الزوجة، وتقديم الوفاء المؤبَّد إليها، وتقديس موضوع التربية أيضًا.

ولنتعلم من قصة الأعمى الذي شفاه المسيح، فهي تبيِّن لنا قساوة قلوب الفريسيين، وعدم إيمانهم بالمسيح كابن الله، ومن ثم لقاء الأعمى شخصيًّا بالمسيح، وتعرُّفه على شخصيته الإلهية، وسجوده له:

وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ.» قَالَ هَذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا، وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ.» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا. فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ.» وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ.» وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ.» فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ.» فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ.»

فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ.» فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ.» آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ.»

فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا قَائِليِنَ: «أَهَذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ؟» أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالاَ: «نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ.» قَالَ أَبَوَاهُ هَذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ. لِذَلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ.»

فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا لِلَّهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ.» فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ.» فَقَالُوا لَهُ أَيْضًا: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» أَجَابَهُمْ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضًا؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تلاَمِيذَ؟» فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تلاَمِيذُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللَّهُ، وَأَمَّا هَذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ.» أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ فِي هَذَا عَجَبًا! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهَذَا يَسْمَعُ. مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا.» أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا.

فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجًا، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!» فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!» وَسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا الْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ.» فَسَمِعَ هَذَا الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.» (يوحنا 9: 1–41)

أما الذي يدعو نفسه مسيحيًّا ولا يعيش وفقًا لتعاليم السيد المسيح فلا يمكن طبعًا أن يكون له أيُّ صلة بالمسيح. لأنه لا يملك ثمارًا صالحة لحد الآن. وهناك الكثير من المسيحيين الإسميين في العالم. ولقد قال يسوع المسيح:

لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (متى 7: 21)

لذلك فإنَّ طريق المسيح هو ليس كلام في كلام، وإنما هو طريق ضيِّق محفوف بالمخاطر، ويتطلب التضحيات والآلام، وتصاحبه توبة نصوحة مستمرة، وأعمال صالحة، وحياة مقدسة منظورة، وصراعات روحيَّة شتى، في سبيل تجسيد مشيئة الله في حياة المؤمن. وها هي وصية الإنجيل تقول:

يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! (1 يوحنا 3: 18)

وينبغي أن يكون الإيمان حيًّا فاعلاً مثمرًا لكي يؤهلك للدخول إلى ملكوت الله. لأن الشياطين هي الأخرى تعبد الله وتؤمن به أيضًا، ولكن إيمانها ميِّت وليس حيًّا، ولا يجلب ثمرًا وأعمالاً صالحة. كما يمكن للشياطين أن تعمل أيضًا معجزات لتخدع الناس، غير أن معجزاتها لا تبهر سوى العقل وليس القلب والضمير، ولا تشفي الروح، ولا تُنعِم بالسلام الروحي، والاطمئنان، والفرحة بالحياة، ولا تغيِّر الحياة من حياة النجاسة، والدناءة، إلى حياة القداسة، والتوبة، والخدمة، ونكران الذات، والتكريس المؤبَّد، ومحبة جميع الناس.

وبالرغم من أن الإيمان المسيحي يُنعِم فورا على الشخص باستبشاع الآثام، ومقت الحرام، وكره حياته الأثيمة الماضية، فلا يعني هذا أن الحياة المسيحية هي حياة الكمال، بل ينمو الإنسان فيها تدريجيًّا في مدرسة يسوع المسيح، وهناك مشوار طويل بانتظارنا. ولكن مع ذلك، يجب أن نشهد لفرحتنا بالحياة الجديدة التي تُثلِج صدورنا بهواء السماء النقي الطاهر، فتنعكس على حياتنا أفرادًا وجماعات كنسيَّة، فتقلب حياتنا رأسًا على عقب، باتجاه القداسة، وتُحوِّل حياتنا إلى رياض من المحبة، والتوبة، والخدمة، والفرح، والحرية، والضمير الطاهر، والنفس المطمئنة بالخلاص اليقين، الذي يُقدِّمه يسوع المسيح من على خشبة الصليب إلى كل من يؤمن به.

ثم إنَّ ما هو فريد عند السيد المسيح هو أنه ليس قادرًا على تغيير حياة الفرد فحسب، بل إنه قادرٌ أيضًا على تغيير حياة الجماعة المسيحية كلها. فهناك الكثير من الجماعات المسيحية، على مرِّ التاريخ ولغاية يومنا هذا، التي عاشت وتعيش حياة مسيحية مشتركة إسوة بحياة الكنيسة الرسولية الأولى. وكنيستنا – كنيسة الحياة المشتركة المعروفة باسم برودرهوف – هي إحدى هذه الجماعات، وبإمكانك الاطلاع على طبيعة حياة كنيستنا، إذ يمكنك رؤية سبب انضمامنا إليها، ويمكنك أيضًا رؤية معجزة الحياة المسيحية المشتركة التي لا مثيل لها، ولا وجود لها في أيِّ ديانة أو معتقد آخر. فتصبح الكنيسة التي تحيا حياة مشتركة سفارة ملكوت الله على هذه الأرض، ومصدر أمل ومحبة للجميع. وهذه الحياة هي من أعظم معجزات السيد المسيح، لأنها تشير إلى ملكوت الله الذي بشَّر به المسيح.

وهكذا نرى أن الحياة المسيحية الأصيلة تشهد لأُلوهيَّة المسيح ولقدرته، لأنها تحققت بفضله في حياتنا، رغم أننا بشر خاطئ وضعيف.

ثم إننا لا نريد إهمال ذكر العديد من الزوار والقراء الذين يتأثرون بحياتنا المسيحية وبتوبتها، ويصبحون أصدقاء حميمين لنا، رغم اختلاف معتقداتهم، حتى أن قسمًا منهم تعرَّفوا على المسيح سلفًا وآمنوا به، وذلك لأنهم لم يسمحوا لإحساسهم الفطري بأن تخنقه أيُّ أفكار شريرة غريبة عن الله. لأنه ما الهدف من الرسالات السماوية إذن إن لم تُغيِّر وتصلِح حياة الناس وتثمر أعمالاً صالحة؟ إذ يقول الإنجيل: «اَللهُ مَحَبَّةٌ.»

وهناك كثير من الحقائق التي يُنعِم الله بها علينا، ويكشفها لنا، لو تضرعنا إليه بأمانة، وطلبنا منه معرفتها بقلوب مُتحرِّقة. فقد قال يسوع المسيح:

اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. (متى 7: 7)

Jesus on the Cross - a painting by David O'Connell
مساهمة من YacoubYousif يعقوب يوسف

يكتب عن قضايا الساعة لا سيما عن مسائل العنف والمغفرة والسلام. وعلى الرغم من عراقيته إلا أن شعاره «محبة جميع الناس». وهو عضو في الحركة المجتمعية المسالمة الدولية برودرهوف Bruderhof.

اِقرأ المزيد
4 تعليقات