My Account Sign Out
My Account
Morning over the bay

حياة من دون تلفزيون

بقلم آزنث ستاناوَي Asneth Stanaway (فتاة بعمر 16 سنة)

29 يونيو. 2023
1 تعليقات
1 تعليقات
1 تعليقات
    أرسِل
  • nana

    اولا: المقالة رائعة جدا ثانيا: اعتقد بل واثق ان الحياة بدون تليفزيون تجعلنا اتقرب من الله ويكون وقتي في قراءه كلمته هتبقي احسن حياة يحبها يسوع

تَخيَّل سهرة سمر مع أصدقائك في ليلة مُقمِرة حول وهج لهيب الحطب. وتَخيَّل الأغاني الحيوية، والحلويات تُحمَّص على نار الجمر. وتَخيَّل مساعدة الأطفال من عمر 4 سنوات في صنع بيوت صغيرة كالتي في الحكايات الأسطورية، أو عمل حدائق من عود ولحاء الشجر وأوراق الورود. وتَخيَّل تناول الفطور صباح كل يوم مع أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك. وتَخيَّل حياة من دون تلفزيون.

لقد ترعرعتُ في بيت لا يوجد فيه تلفزيون، فربما أنني أجهل القضية، ولكنني أعتقد أنني أعرف فعلاً جميع جوانب القضية، إذا قارنتُ حياتي بحياة الكثيرين ممن أعرفهم من الذين لديهم تلفزيون.

فأنا طالبة في الثانوية في مدرسة حكومية، وكثير من أصدقائي يريدون معرفة لماذا لا تملك أسرتي تلفزيون. وأحاول شرح الموضوع لهم، ولكن يصعب عليهم تفهُّمه. ويظنون أن الأمر غريب؛ فلا يقدرون تصوُّر حياة من دونه. فيقولون: «ماذا تفعلين إذن في كل مساء؟» وهذا ما يريدون معرفته. طيِّب، إليكم ما أفعله:

فمن دون التلفزيون، تقرأ أسرتي مجتمعة من كتاب مختلف كل مساء قبل العشاء، فضلاً عن قراءاتي الفردية الكثيرة. فقد تمكنتُ من خوض قراءة رواية البؤساء للكاتب فيكتور هوجو، وأيضًا كتب سلسلة «سيد الخواتم The Lord of the Rings» للكاتب تولكين، ورواية أوديسة Odyssey، وسلسلة رواية نارنيا. فمن خلال القراءة، يتعلم المرء الكثير عن الحياة بواقعيتها، وعن التاريخ، وعن كيفية التعامل مع معضلات الحياة. بالإضافة إلى أن القراءة تزيد من مفردات لغتك.

ويوجد أيضًا وقت للكثير من الأشياء الأخرى لفعلها وإتمامها، عندما لا يكون لديك تلفزيون، كركوب الخيل، ونزهات المشي، وزرع خضرواتك المفضلة. وقد شرعتُ في بناء بيت صغير في الغابة، ودرَّبتُ كلبًا تدريبًا صحيحًا كذلك. وإلى جانب كل هذا، لدينا مجموعة الشباب بكل ما فيها من مشاريع عملية وخدمية داخل وخارج مجتمعنا الذي يعيش حياة مسيحية مشتركة، ومساعدة المتألمين والمحتاجين، ولدينا كذلك الألعاب والفعاليات الترفيهية والسفرات بشتى أنواعها.

فأنا مبدئيًّا قد نشأتُ وترعرعتُ في أحضان الطبيعة والحياة في الهواء الطلق ومن دون تلفزيون، وتعلمتُ على أن أكُنَّ الاحترام لكل ما في الطبيعة، ابتداءً من العناكب وانتهاءً بالبرق والرعد. ويكمن المرح في نظري في رحلات التخييم حتى لو كانت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر البارد، أو في رحلات السير الطويلة على الأقدام والعسيرة فعلاً.

وهكذا الحال مع الطبخ. فقد علمتني أمي مع إخوتي وأخواتي كيفية تحضير كل شيء: من الخبز إلى شتى أنواع الفطائر. وفي فصل الصيف، نتعلم عن مدى الاستفادة مما تزودنا به إياه أمنا الطبيعة من مأكل، ومعرفة أيِّ نباتات أو جذور برية صالحة للأكل، وكيفية طبخها خارج الدار على نار مكشوفة. ولعبنا أيضًا لعبة الهنود الحمر، وتظاهرنا بأننا على ساحل في جزيرة رملية، وكان علينا النجاة بكل ما كان متيسر لنا. فيا لها من مغامرات شيِّقة.

وعند اقتراب عيد الميلاد، الكريسماس، نقوم بعمل شتى أنواع الفنون والأعمال اليدوية داخل المنازل: كعمل لعب ورقية، وصنع عصافير بأوراق ملونة، والتعلُّم على كيفية عمل تشكيلة كاملة لزينة شجرة عيد الميلاد. وقد علمتني جدتي الحياكة، وأصبحتُ الآن أعرف حياكة ألعاب، وكفوف، وجوارب، وقمصان صوفية.

عندما لا تملك تلفزيون، ينبغي عليك تسلية نفسك. وكان هذا يعني في بيتنا تلحين الأنغام الموسيقية. فكان الغناء جزءًا كبيرًا من حياة أسرتي، بحيث تعلمتُ الكثير من الأغاني المتنوعة والترانيم وأنا عمري سنتين، وليس بالإنجليزية فحسب، بل حتى بالألمانية والإسبانية.

وفي سن العاشرة، أسستُ أنا وإخواني فرقة موسيقية. وأنا شخصيًّا أعزف آلة الكيتار، ونكتب جميع كلمات والحان أغانينا بأنفسنا. وقضينا في السنين الأخيرة ساعات لا تحصى بالتدريب وارتجال الموسيقى. فكتبنا أكثر من 50 أغنية وقدَّمنا عروضًا موسيقية في إنجلترا وإيرلندا ونيويورك وبنسلفانيا. وخصصنا الكثير من أغانينا من أجل السلام والمصالحة والإخاء.

ويمكن أن يبدو هذا كثيرًا، ولكن كل شيء ممكن إذا كُنَّا لا نلاصق الشاشة مهما كان نوعها، لأن الحياة من دون تلفزيون تساوي وقتًا للإبداع. وتعتبر الحياة من دونه بحسب رأيي فردوس على الأرض، ولا أرغب في استبدالها بأيِّ شيء آخر.

 

ولكن، ماذا عن حياتك أنت من دون تلفزيون؟

1 تعليقات