ستستلمون رسالة إلكترونية بآخر مقالاتنا وكتبنا التي تتناول أهم مواضيع الحياة بمنظار مسيحي أصيل.
صلوات مسيحية لكل يوم من أيام السنة من أجل التعزية الروحية، واستلهام الشجاعة، وتجديد الأمل واليقين بنعمة الخلاص التي يهبها لنا مجانا المخلص يسوع المسيح. وهذه الصلوات مترجمة إلى العربية ويقدمها إلينا القسيس الألماني كريستوف فريدريش بلومهارت. ولكل منها آية متوافقة من الكتاب المقدس من العهد القديم أو العهد الجديد. وهي مفيدة لجميع الأوقات: صلاة الصباح أو صلاة المساء أو صلاة الليل.
غير أن كل هذه الخصال السلبية فقدت أهميتها عنده حينما مَثَلَ أمام فصيل الإعدام بالرصاص، والأكثر من كل هذا عندما أمضى نحو عقد من الزمان في سيبيريا، أولا في السجن ومن ثم في المنفى.
وفي أعماله الروائية الأخيرة العظيمة، يُظهِر دوستويفسكي طريق الشفاء للنفوس الجريحة، الذي لا يأتي عن طريق الانتقام. ونتيجة لذلك يكون لدى مثل هذا الشخص الذي نال الشفاء مناعة فورية ضد الاعتداء عليه — مما يثير الدهشة الكبيرة لدى الجميع، ويظهر ذلك بأوضح صورة في شخصية الأمير مايشكن في رواية الأبله. فهو يتجاوز الانتقام ولا يرد الشر بالشر. وبذلك يصبح المرء عندئذ قادرا على أن يرى أن لكل شيء علاقة بالله.
ويتحوَّل البحث عن معنى الحياة في روايات دوستويفسكي إلى مسألة الإيمان بالله — لا إلى مسألة وجود الله. لأن معرفة الله ببساطة لا يمكن الهروب منها. أمَّا الإيمان بالله فيعني على وجه التحديد الاعتراف به اعترافا حقيقيا. لأنه إذا هو الله، الأصل الروحي لكل شيء كائن، فإنَّ هناك فرقا شاسعا بين الله والإنسان. وهذا هو معنى «قصة المفتش الكبير،» التي هي بلا شك بيان دوستويفسكي عن أعمق إيمانه الديني.
إنَّ موضوع صراع الإنسان في البحث عن الله، في خِضَمِّ مواجهة شتى أنواع التجارب الشيطانية التي يمكن تخيُّلها، التي تدعوه إلى إنكار الله، هو المحتوى الحقيقي والسياق الرئيسي في روايات دوستويفسكي العظيمة. غير أن الإنسان لم يُبَيَّنْ له الطريق إلى الله إلاَّ من خلال المسيح الإنسان؛ إلاَّ من خلال المسيح الإله الذي يتحدث إلينا.
الخطوط الرئيسية لسيرته الذاتية
11 تشرين الثاني/نوفمبر 1821م، ولد في موسكو، وكان ابن رئيس الأطباء في مستشفى خيري.
1838م، دخل كلية الهندسة العسكرية في مدينة سانت بطرسبرغ التي عُرِفت سابقا باسم لينين غراد. ولم يكن يرغب في مثل هذا التدريب، وقرأ الكثير من الأدب آنذاك.
حزيران/يونيو 1839م، اغتيل أبوه على يد عبيده، بعد أن أساء معاملتهم بطريقة وحشية.
تشرين الأول/أكتوبر 1844م، تخلَّى عن الخدمة في الجيش لكي ينهي كتابة أول رواية له الناس الفقراء في نيسان/أبريل من عام 1845م. أمَّا إشادة الناقد الأدبي فيساريون بيلينسكي فقد جلبت له النجاح السريع.
1849م، سُجن أربع سنوات في سيبيريا لمشاركته في جماعة ثورية.
ما بين 1850 وَ 1860م، تبيَّنت إصابته بمرض الصرع.
1854 – 1858م، كتب رواية حلم عم Uncle’s Dream ورواية صديق العائلة Friend of the Family أثناء وجوده في سيبيريا.
6 شباط/فبراير 1857م، أول زواج له مع ماريا دميتريفنه ايسايفا Maria Dmitrievna Isaeva.
1859م، رجع إلى سانت بطرسبرغ. ونشر دورية شهرية اسمها الزمن Time.
1866م، وضع رواية الجريمة والعقاب وأصبح في الصف الأول للكُتَّاب الروس.
15 شباط/فبراير 1867م، بعد مرور ثلاث سنوات على وفاة زوجته الأولى، تزوَّج من كاتبة اختزال شابة اسمها آنا دوستوفيسكايا Anna Dostoevskaya، التي أثبتت أنها مديرة ناجحة لأموره المالية. ومات اثنان من بين أولادهما الأربعة في سن مبكرة جدا.
1868 – 1869م، كتب دوستويفسكي رواية الأبله التي لم ينتبه إلى أهميتها كثيرا النقاد الروس، وهي واحدة من أكثر رواياته تميُّزا وقوة. وقد نُشرت في فترة هيجان ثوري، وموضوعها — رجل طيِّب في مجتمع بشري — الذي كان يحمل رسالة عالمية، واعتبروه لا يتماشى مع العصر.
1874 – 1875م، كان استقبال النقاد لروايته المراهق غير وُدِّي.
1979 – 1980م، شوهِدتْ عبقريته مباشرة في آخر رواياته وأعظمها الإخوة كارامازوف.
ما بين 1870 وَ 1880م، اتسمت السنوات الأخيرة من حياة دوستويفسكي بازدياد النشاط الثوري في روسيا في السبعينيات من ذلك العقد، في محاولات لاغتيال القيصر والمسؤولين الكبار في الدولة. وأصبح دوستويفسكي محافظا جدا، وحرر جريدة أسبوعية محافظة، وشعر بأن روسيا والكنيسة الأرثوذكسية وحدهما الكفيلتان بإنقاذ أوروبا والعالم من الشرِّ إلى الخير.
9 شباط/فبراير 1881م، توفي في مدينة سانت بطرسبرغ.
فيودور دوستويفسكي Fyodor Dostoyevsky
تأتي قصة «التَّمرُّد» في رواية الإخوة كارامازوف قبل قصة «المفتش الكبير» مباشرة. وهي تشبه القصة السابقة من حيث إنَّ إيفان هو الذي يَقُصُّها على شقيقه الأصغر آليوشا كارامازوف، الذي هو راهب مبتدئ يعيش في دير خارج المدينة.
فيودور دوستويفسكي Fyodor Dostoyevsky
فتسجد الجموع على الفور أمام المفتش الكبير العجوز الذي يبارك الناس صامتا وينصرف. أمَّا الحرس فيأخذون سجينهم إلى زنزانة ضيقة وكئيبة ومُقَبَّبة في القصر العريق في القِدَم لمحكمة التفتيش المقدسة ليُحبَس فيها. وينقضي النهار، ويهبط الليل. وهي ليلة من ليالي إشبيلية الثقيلة الحالكة الخانقة الحارة. أمَّا الهواء فهو مُعَطَّر بعبق أشجار الرَّنْد والليمون. وفي الظلمات، ينفتح الباب الحديدي فجأة، ويدخل المفتش الكبير بنفسه حاملا بيده سِراجًا.
فيودور دوستويفسكي Fyodor Dostoyevsky
يا أصدقائي، صَلُّوا إلى الله من أجل السعادة والسرور. وكونوا مسرورين كالأطفال، وطيور السماء.
حسن بن عثمان، رئيس تحرير مجلة الحياة الثقافية التونسية
جَي. آي. باكر J. I. Packer، كلية ريجنت اللاهوتية في فانكوفر
مالكولم ماكريدج Malcolm Muggeridge، من المقـدمة
فيليب يانسي Philip Yancey، مجلة Christianity Today
© 2022 Plough Publishing House.