لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. (يوحنا 16: 27)

يا حبيبنا يا أبانا الذي في السماء، نشكرك على أنك أعطيتَ لنا أن نجد ملجأً حصينًا في محبتك، رغم حياتنا الفقيرة روحيًّا، والمُعيبة، والأثيمة، والسائرة في طريق الهلاك. ونشكرك على أننا أولادك. ونشكرك على أننا لا نزال أولادك، مهما كنا عليه، ومهما بلغ اكتئابنا لحال أنفسنا ولعجز طبيعتنا البشرية. فنتضرع إليك لأجل أن تهبنا روحك القدوس. فهَبْ لنا روحك القدوس يا أبانا، لكي يخترق طبيعتنا كلها، وجسدنا ودمنا كله، مُثبِّتًا إيانا في الإيمان في وسط جميع الضيقات وتجارب إبليس. وهَبْ لنا روحك القدوس لكي يملأنا بالرجاء أثناء تطلُّعنا إلى المستقبل، ولكي يملأنا باليقين بربنا يسوع المسيح، الذي أتى من قبل، ويأتي الآن، وسوف يأتي مستقبلاً أيضًا، الذي يَمثُل انتصاره أمام أعيننا، لكيلا نتردد أبدًا أو نخاف. وهَبْ لنا روحك القدوس لَعَلَّنا نحيا بهذا اليقين ونهيئ أنفسنا أكثر فأكثر لمجيئك إلى العالم. ولَعَلَّنا نتيقَّن من أن لطفك المُحِبَّ يعمل كثيرًا في النفوس في يومنا الحاضر، وأن خلاصك سوف يأتي في النهاية سريعًا، إكرامًا لاسمك المجيد. آمين.