عن الكتاب

لم يتغيَّر حال الأطفال إلا للأسوأ خلال العقود الأخيرة؛ فالعالم في أزمة حقيقية لأننا نحن الناس لا نحب أطفالنا.

وقد تم إبعاد الله بصورة كاملة تقريبا من المدارس والأماكن العامة الأخرى. وهناك تثقيف جنسي مأمور به رسميا ابتداء من الصف الأول الابتدائي، ولا أحد يعرف معنى «الأسرة» بعد الآن، لأن الإلحاد والطلاق وزيجات الجنس المثلي (اللواط والسحاق) قد دمروا الزواج. فإذا لم يتوقف كل هذا، فإن النتائج ستكون مأساوية.

وعندما خلق الله آدم وحواء، أعطاهما وإيانا كلنا، وصية أن ننمو ونكثر ونملأ الأرض، ولو عملنا بذلك لقهرنا الأرض (الكتاب المقدس، سفر التكوين 1: 28). ولهذه الوصية اليوم أهمية أكبر مما كانت عليه آنذاك. وتُرينا أن الأطفال مهمون لله، ويجب أن يكونوا مهمين لنا أيضًا. فما دام أن هذا العالم مستمر في الوجود، فمعناه أن الله يريد الأطفال أن يولدوا. فهو يحتاج إلى كل واحد منهم لملكوته الآتي. وينبغي للعائلات الشابة أن تستمد الشجاعة والعزيمة من أحلى وصية من وصايا الله.

لقد صار إنجاب طفل واحد إلى عالمنا اليوم أصعب من أي وقت مضى، أما تربية طفل واحد فلم تكن بمثل هذه الصعوبة الحالية على الإطلاق، لكنها تستحق هذا التحدي، ومستقبلنا يعتمد عليها. وكما يقول المثل الصوفي المعروف من المذهب الحسيدي اليهودي: «لو أنقذت طفلاً واحدًا لأنقذت العالم.»

فنحن نعيش في زمن لا يوجد فيه مجرد تخوُّف من الأسرة والأطفال فحسب بل حتى عداء تجاههم. لذلك فمن الضروري الآن وأكثر من ذي قبل أن يقدم الشباب على اِتخاذ خطوات جريئة بهدف تأسيس أسر جديدة وإنجاب أطفال إلى العالم. إلا أن هذه الخطوة ستتطلب إيمانًا. ولكنها ستضفي هدفًا عظيمًا على الحياة، وستعود عليكم بفائدتها الكبيرة.

سلسلة مقالات كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»