إنَّ عيد يوم الخمسين (أو عيد العنصرة) ليس مجرد مسألة حلول الروح القدس علينا فحسب، بل إنه يطالبنا أيضًا بشيء معين: فينبغي أن ننفتح على الروح القدس، وعلى مشيئة الله. فإنه يطالبنا بأكثر من ذلك – بأن نكون على استعداد لأن نتغير ونصلح حياتنا، وأن نعمل حقًا بمشيئة الله.

وينتظر الله مِنَّا أن نطرح عنا فورًا كل تديُّن زائف، لكي يتحقق اشتياق المسيح حين قال: «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.» ولكنني أتساءل: كيف يحصل هذا في يومنا الحاضر؟ وماذا تفعل أنت بشأنه؟

أيمكنك الادعاء، «لا يمكنني فعل ذلك»؟ يا لك من كاذب! لأنك بإمكانك أن تصبح وديعًا؛ وبإمكانك أن تصبح لطيفًا وصبورًا. وبإمكانك السيطرة على نفسك وتوجيهها. أما لو كنت تصرُّ على عدم قدرتك، فاسكت إذن، وتوقف عن التحدُّث عن إيمانك، وعن حياتك الروحية. ولكنك في الحقيقة يمكنك عمل كل ذلك، بل حتى أكثر من ذلك. وإذا لم تقدر على فعل كل هذه الأمور مرة واحدة، فبإمكانك فعلها واحدة واحدة. فما عليك سوى أن تعطي لنفسك الوقت اللازم. وبعملك هذا سوف يجري تقديم المجد والشكران لله.

ولكن فلنفكر قبل كل شيء، ما الهدف من وجودنا؟ طبعًا الجواب هو ليس مجرد من أجل أن نحصل على الخلاص الشخصي بسرعة – فهذا ليس الشيء الأهم. فكل من آمن بهذا خدع نفسه خداعًا كبيرًا. لا، فإنَّ هدفنا هو أن نصبح مناضلين ونسترخص كل غالٍ ونفيس لأجل الله على هذه الأرض؛ أن نصبح مناضلين انتهوا من تسامحهم مع سيادة الخطيئة والشيطان على حياتهم. فهكذا يجب علينا أن نتحزَّب لله.

*******

مقطع مقتطف من كتاب كريستوف فريدريش بلومهارت C. F. BLUMHARDT، بعنوان God’s Allies أي بمعنى (حلفاء الله).

مساهمة من كريستوف فريدريش بلومهارت

لم يهتم بلومهارت بالأمور المتعلقة بالديانة والكنيسة، ‏وخدمات العبادة، والتعاليم ‏الكنسية، ولا حتى بالسلام ‏الداخلي، أو الخلاص على الصعيد الشخصي فقط. فقد كان ‏‏الإيمان في نظره أمرًا يَتعلَّق بمجيء ملكوت الله، وبانتصار الله ‏على الظلمة والموت، هنا على ‏هذه الأرض وفي هذه الساعة. ‏وكانت رؤيته لبِرِّ الله على الأرض بلا شروط، وكانت رؤية ‏مؤثرة ‏للغاية، ومفادها أن: محبة الله تُصالِح العالم، وتحرر من ‏الألم، وتشفي الاحتياج الاقتصادي ‏والاجتماعي، أيْ باختصار، ‏إنها تُجَدِّد الأرض.‏

اِقرأ المزيد