My Account Sign Out
My Account
orange and red paint

اجتماعات الصلاة

بقلم ايبرهارد آرنولد Eberhard Arnold

10 يوليو. 2020
1 تعليقات
1 تعليقات
1 تعليقات
    أرسِل
  • ظافر الغامدي

    هل تقصدون بالكنيسه المقدسه اي المكان الذي تتعبدون به ام الكنيسه لها مفهوم اخر؟ انا بصراحة لست مسيحيا ولكن عندي استفسارات واسئله بودي ان اعرفها عن المسيحيه واشكركم ع هالموقع الرائع وعلى اسلوبكم الاروع وتعاليمكم الجميله.

للصلاة الصامتة ضرورة روحية كبيرة لكل كنيسة تعيش حياة مشتركة، ولا سيما في تلك الأوقات التي تكتسح نفوسنا لمسة إلهية، أي بمعنى عندما تهب ريح الله علينا، لأنه من الضروري أن نتعرف على ما يريد الله قوله لنا. فنحن بحاجة إلى سماع صوته من خلال الأحداث التي تجري حوالينا، والتي تجري في وسط مجامعنا أيضا. ونحن بحاجة إلى سماع صوته في قلوبنا. ثم إننا نحتاج إلى رؤية نوره في زمان كزماننا، أي في وسط الظلمة التي قد خيّمت على الأرض.

1933

يُعتبر التجمُّع الروحي الصامت لأجل الصلاة جزءا رئيسيا من حياتنا المشتركة. ولا يعني هذا أنه يجب علينا قضاء وقت معين معا بحيث لا نتكلم فيه ولا نرنّم، وإنما نؤمن بأن كلام الإيمان والمحبة إضافة إلى أعمال الإيمان والمحبة تولد من الصمت المشترك.

فعندما نكون صامتين، نريد بذلك أن نكون صامتين أمام الله. أما الذي نريد إسكاته فهو كلامنا البشري، وأعمالنا البشرية (أي تلك الأعمال التي لا يُلهِمنا إياها الله). فكل ما صدر أو قد يصدر عن إرادتنا البشرية يجب طرحه عنّا أثناء اجتماعات الصلاة الصامتة.

1935

يجب أن نكون على استعداد للاتِّكال على الله. عندئذ يمكن للكلام أن يخرج عنا نتيجة لصمت الناس المتجمعين، ذلك الكلام الذي يخرج من أعماق قلوبنا، وينبع من الحقيقة المطلقة والصدق الخالص. فعندما يمكن للناس المجتمعين أن يكونوا كلهم صامتين معا، يمكن لكلام الحقيقة الكاملة أن يصدر عن هذا الصمت. وعندما يمكن للناس أن يكونوا صامتين أمام الله، ومن ثم يقول الله لهم شيئا، يمكنهم على الأرجح أن يتفوهوا بكلمات موهوبة من الله، التي لم تأتِ من ذاتهم.

1935

إنّ عدم توقير الترانيم ذات المعاني العميقة، وترنيمها في غير أوانها، أو مجرد انعدام وجود تفهُّم وتحسُّس لها أثناء ترنيمها كجماعة، له أثر مُدمِّر حقا. ولكن عندما نُرَنِّم هذه الترانيم في شركة حقيقية مع الروح القدس، نتحسّس وقتذاك بشيء من القداسة الروحية في الترانيم. وينبغي أن لا نرنِّم مثل هذه الترانيم إلّا في أوقات متميزة ومهمة جدا، أي بمعنى إلّا في أوقات الاختبارات التي ينعم بها الله علينا. لذلك، عندما يقترح أحدنا ترنيم إحدى الترانيم، التي كُتبت سابقا بوحي من الروح القدس، لمجرد إضفاء جو مقدس غير موجود بالحقيقة فيما بيننا في تلك اللحظة، مثل ترنيم «الله حاضر معنا!» في الوقت الذي لا يشعر أحد بأن الله حاضر فعلا معنا، أو عندما نجرؤ على ترنيم «نسجد لك، يا رب الكل» في حين لا يكون الإكرام الحقيقي لعظمة الله موجودا في جوّ الاجتماع، إنما هي كلها في الحقيقة عملية امتهان وانتهاك لقداسة الترانيم. الأمر الذي سيعمل بدوره على تقريبنا من اقتراف الخطيئة بِحقّ الروح القدس.

1935

لو دخلتَ في مشاجرة مع أيّ أخ أو أيّ أخت في مجتمع كنيستك، وخلّفت هذه المشاجرة توترا بينكما، فإليك ما يقوله يسوع المسيح عن هذه الحالة:

وإذا كُنتَ تُقَدِّمُ قُربانَكَ إلى المَذبَحِ وتذكَّرتَ هُناكَ أنَّ لأخيكَ شيئا عليكَ، فاَترُكْ قُربانَكَ عِندَ المَذبَحِ هُناكَ، واَذهَبْ أولا وصالِحْ أخاكَ، ثُمَّ تَعالَ وقَدِّم قُربانَكَ. (متى 5: 23–24)

إنّ الوحدة المتينة والصافية، أمر أساسي بالنسبة إلى روح الكنيسة. ثم إنّ صلاة الجماعة في الكنيسة تفترض بديهيا أن أولئك المجتمعين ينبغي أن يكونوا متّحدين كليّا بعضهم مع بعض، ومع روح الكنيسة. وإذا حدث أن وقع توتّر بين أيّ فردين من أفراد مجتمع الكنيسة، فمن واجب كل واحد منهما أن يعمل على حلّ هذه المشكلة فورا وفي موعد أقصاه قبل تجمّع الجماعة للاجتماع.

1932

الشيء المهم، أننا متّحدون بشأن الموضوع الذي نصلّي لأجله. فيقول يسوع المسيح:

الحقَّ أقولُ لكُم: إذا اَتَّفَقَ اَثنانِ مِنكُم في الأرضِ أنْ يَطلُبا حاجةً، حَصَلا علَيها مِنْ أبي الّذي في السَّماواتِ. فأينَما اَجتمعَ اَثنانِ أو ثلاثَةٌ باَسمي، كُنتُ هُناكَ بَينَهُم. (متى 18: 19–20)

إذا صلّى شخصان أو ثلاثة لأجل أن يحدث شيء معين، فسوف يحدث ذلك. لأنه ليست الكلمات التي نستعملها هي المهمة بل وحدتنا. فليست هناك حاجة للكثير من الكلمات التي تحاول إعطاء وصف دقيق؛ فلا يحتاج الله إلى أيّ شرح مِنّا. غير أن ما يهم هو أن يتوصل أعضاء الكنيسة – أياً كانت طائفتها – إلى اتفاق كامل بشأن موضوع صلاتهم قبل أن يشتركوا في دعائهم.

1935

نحن في أمس الحاجة إلى أن نسأل الروح القدس أن يهبنا مواهبه. ولكن من الواجب علينا أن نسأله أن ينعم علينا بما يريده هو أن يفعله في الكنيسة، وليس لتحقيق – على سبيل المثال – رغبات الأخ فلان أو الأخت فلانة في الحصول على موهبة روحية معينة له أو لها شخصيّا. بل بالعكس، ينبغي أن يسأل كل واحد مِنّا الروح القدس أن يفيض على كنيسته بغزارة، وأن يهب كل ما قد قصده الله لكل مِنّا منذ بداية الزمان. (راجع 1 كورنثوس 12: 27 وما يليه)

لنطرح عنّا كل رغبة ذاتية، ولنستعد لتَلقّي واستعمال أيّ موهبة يهبنا الله إياها، مهما كانت. وقبل كل شيء، لنشكر الله على أنه يهبنا على الأقل أن نحيا في طريق التلمذة للمسيح دون أن نقع في فخ تجربة إبليس في التطلّع إلى المواهب العظيمة فقط. وأخيرا دعونا نسأل الله أن يمنحنا جميعنا دون أيّ تمييز تلك الموهبة الموعودة لكل عضو في جسد المسيح السري، التي هي أسمى العطايا، ألا وهي المحبة؛ أي بمعنى، نسأل الله عطية الروح القدس.

والآنَ يَبقى الإيمانُ والرَّجاءُ والمَحبَّةُ، وأعظَمُ هذِهِ الثَّلاثَةِ هيَ المَحبَّةُ. (1 كورنثوس 13: 13)

1934


هذه المقالة مقتطفة من كتاب «ثورة الله»

illustration of sun and rays over a dark city
مساهمة من EberhardArnold2 ايبرهارد آرنولد

كان ايبرهارد آرنولد لاهوتيّا، وتربويّا، ومحررا صحفيّا، وراعيّا لكنيسة الحياة المشتركة «برودرهوف Bruderhof».

اِقرأ المزيد
1 تعليقات